بلدي نيوز- درعا (مهند الحوراني)
بدأت صباح أمس الأحد، امتحانات الشهادة الإعدادية في سوريا، في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، واستغل نظام الأسد المناسبة ليُظهر نفسه بصفة الحكم المدني الديمقراطي الذي يحرص على مصالح الشعب ويُعلي من شأن العملية التعليمية ويضمن حقوق الطفل في التعلم والتحصيل، وهو نفسه الذي قتل آلاف الأطفال وشرد ملايين آخرين وحرمهم من حقهم في الحياة والوطن والعيش بسلام.
وعلى الرغم من مزاعمه الباطلة، يعمل نظام الأسد وأجهزته على حرمان الآلاف من الطلاب في المناطق المحررة التي تسيطر عليها المعارضة، من تقديم الامتحانات، وإكمال تعليهم.
معاذ طفل من درعا، يبلغ من العمر 16 عاما، واحد من الطلاب الذين حرموا من امتحانات الشهادة الإعدادية بسبب تهديد الشبيحة له.
يقول معاذ لبلدي نيوز: "بدأ النظام باعتقال ذوي المقاتلين في الجيش الحر، فلم أجرؤ على السفر إلى المراكز الامتحانية في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام".
ويوضح معاذ: "لقد أًغلقت جميع المراكز الامتحانية في المناطق المحررة، كما أن المعلمين إما هاجروا أو أنهم توقفوا عن العمل لصعوبة الأوضاع المادية".
وتابع معاذ: "قابلنا عناصر النظام على الحاجز بالمضايقات، وتشوشت الكثير من أفكارنا وشعرنا بأننا ذاهبون إلى ساحة حرب وليس مدرسة نمتحن بها".
قرر معاذ بعدها عدم التقدم للامتحان بعد أن هدده الشبيحة، كونه ينتمي لعائلة ثائرة.
قرار معاذ هذا لا يعد الوحيد في درعا خصوصاً ولا سوريا عموما، حيث يستمر شبيحة النظام بعملياتهم الاستفزازية على الطلاب بكافة مراحلهم الإعدادية والثانوية والجامعية، ليحرموا بتلك السياسة عشرات الآلاف من الطلاب من إكمال تعليمهم خشية وقعوهم فريسة سهلة لابتزاز النظام وشبيحته.
وعلى مر السنوات الخمس الماضية، تعرض طلاب في مختلف مراحل الدراسة للخطف والقتل والاعتقال، إن في جامعة حلب أو حمص أو حماة، أو في المدارس الثانوية أو حتى الإعدادية، ومنذ شهر ونيّف تعرضت طالبتان للقتل بدم بارد في نفق جامعة حمص من قبل الشبيحة، وقبلها تعرضت طالبات للخطف من قبل شبيحة بلدة الفوعة بإدلب، ما تسبب بحرمان آلاف الطلاب حقهم في التعليم، وسط عجز المؤسسات التعليمية "الحرة" عن استيعاب كل الطلبة وتأمين مستلزمات العملية التعليمية، خاصة في مراحلها العليا.